الصفحة الرئيسية » بحوث ومقالات الشيخ

الكاتب : الشيخ عاطف عبد المعز الفيومي

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد صلى الله عليه وآله أجمعين. أما بعد: فقد سألني بعض الأحبة الفضلاء من طلاب العلم والرواية أن أذكر لهم بعض الأسانيد المتصلة إلى الكتب والأحاديث وغيرها عن مشايخي الأجلاء النبلاء، فأجبتهم إلى ذلك راجيًا من الله تعالى الإخلاص والنفع والقبول، ومن تلك الأسانيد التي صحت لنا روايتها ما يلي:

الحديث المسلسل بالمصريين حديث البطاقة:

وهو حديث البطاقة المشهور، حدثنا به جماعة، منهم: الشَّيخ المقرئ علي بن محمد توفيق النحاس المصري، عن أبيه محمد توفيق النحاس المصري، عن محمد بخيت بن حسين المطيعي الأسيوطي، عن محمد بن أحمد عليش المصري، عن محمد الأمير الصغير، عن أبيه محمد الأمير الكبير المصري.

(ح) وأنبأنا به عاليًا الشَّيخ عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني المغربي، عن محمد الطيب بن محمد بن أحمد النيفر قاضي تونس ومفتيها، عن الشهاب أحمد منة الله بن أحمد الشباسي المالكي الأزهري ومحمد الكتبي، كلاهما عاليًا عن محمد الأمير الكبير المصري المالكي، عن أبي الحسن علي بن أحمد بن مكرم الله العدوي المصري، عن محمد السلموني المصري، وعبد الله البناني المصري، كلاهما عن محمد الخرشي المصري، وعبد الباقي الزرقاني المصري، كلاهما، عن البرهان إبراهيم بن إبراهيم علي اللقاني المصري، عن سالم بن محمد السنهوري المصري، عن النجم محمد بن أحمد الغيطي المصري، عن نور الدين علي بن ياسين الطرابلسي المصري، عن الشمس محمد بن عبد الرحمن السخاوي المصري، عن العز عبد الرحيم بن الفرات المصري، عن قاضي مصر الخطيب بالجامع الجديد العز أبي عمر عبد العزيز بن البدر بن جماعة، أنا الخطيب الزين أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عبد الله القرشي المصري المعروف بابن الفوي، أنا الشمس أبو عبد الله محمد بن عماد بن محمد بن الحسين الحراني المصري السكندري الحنبلي، أنا الفقيه الفرضي عبد الله بن رفاعة بن عزيز السعدي المصري الشافعي، أنا قاضي مصر أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي الشافعي في الأول من فوائده، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج الأشبيلي ثم المصري.

ح. وقال السخاوي: وحدثني أستاذي أحمد بن علي العسقلاني المصري، قال: قرأت على عبد الله بن عمر بن علي السعودي المصري، وعبد الرحمن أحمد بن المبارك الغزي المصري، قلت لكل منهما: أخبرك جماعة، منهم: أبو محمد إبراهيم بن علي بن محمد المعروف بابن الخيمي المصري، أنا الحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي القرشي العطار المصري.

ح. وقال السخاوي: وأنبأنا بعلو أبو عبد الله محمد بن أحمد الخليلي الخطيب القلقشندي، عن الصدر أبي الفتح محمد بن محمد الميدومي، أنا أبو طاهر إسماعيل بن عبد القوي بن عروق المصري إجازة، وأبو عيسى عبد الله بن عبد الوهاب بن علاق قالا: أنا أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري المصري.

ح. وبرواية سالم بن محمد السنهوري، عن محمد بن عبد الرحمن العلقمي، عن أبي الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، أخبرنا شيخنا الإمام تقي الدين أحمد بن محمد الشمني، أخبرنا أبو الطاهر بن الكويك، أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد المَيدُومي، أخبرنا أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن علاق المصري، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت البوصيري المصري،  قال هو والرشيد وابن الحاج: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن المديني المصري، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحراني الصواف المصري، حدثنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي بن العباس الكناني المصري إملاء، حدثنا عمران بن موسى بن حميد الطبيب المصري، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير المصري، حدثنا الليث بن سعد المصري، عن عامر بن يحيى المعافري المصري، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي المصري، سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما، يقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَيَقُولُ: لَا، يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا، ثُمَّ يَقُولُ: أَلَكَ عُذْرٌ، أَلَكَ حَسَنَةٌ؟ فَيُهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لَا، فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ، مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ".

وفي رواية: "وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء". قال محمد بن يحيى: البطاقة: الرقعة، وأهل مصر يقولون للرقعة: بطاقة.

وقال ابن الطيب: هذا حديث جيد الإسناد، عظيم الموقع، مسلسل بالمصريين، وصحابيه سكن مصر مع أبيه عمرو، وأقام بعده مدة يسيرة، ثم تحول منها. وأخرجه الترمذي والنسائي وأحمد وابن ماجه وغيرهم، كما نبه عليه السخاوي وغيره. وقال الحاكم: إنه على شرط مسلم، وقال في المواهب السنية؛ وبالإسناد إلى أبي الحسن الحراني، قال: لما أملى علينا حمزة هذا الحديث في الجامع العتيق، صاح غريب من الحلقة صيحة، فاضت نَفْسه معها، فأنا ممن حضر جنازته وصلى عليه رحمه الله تعالى.